القائمة الرئيسية

الصفحات

بشرى النبوه من اجمل قصائد مدح نبينا محمد - للبردوني


بشرى النبوه - للبردوني 

قيل عن هذه القصيدة بأنها أجمل ماقيل عن مولد النبي علية أفضل الصلاة والسلام وهي :

بُـشرَىً مِـنَ الـغَيْبِ ألْـقَتْ فِـي فَـمِ الغَارِ
وَحْــيَـاً وأَفْــضَـتْ إلـــى الـدُّنـيَـا بـأسْـرَارِ

بُـشـرَى الـنبوَّةِ طَـافَتْ كَـالشَّذَى سَـحَرَاً
و أعـلَـنَـت فِـــي الــرُّبَـى مِــيـلادَ أنـــوَارِ


و شَـقَّـتِ الـصَّـمْتَ و الأنـسَـامُ تَـحْـمِلُهَا
تَــحــتَ الـسَّـكِـيـنَةِ مِــــن دَارٍ إلـــى دَارِ

و هَــدْهَــدَتْ مَــكَّـةُ الـوَسْـنَـى أنَـامِـلَـهَا
و هَـــــزَّتِ الــفَــجْـرَ إيـــذَانَــاً بــإســفَـارِ


فَـأَقْـبَلَ الـفَـجْرُ مِــن خَـلفِ الـتِّلَالِ و فِـي
عَـيـنَـيْـهِ أســــرَارُ عُــشَّــاقٍ و سُــمَّــارِ

كَـــأنَّ فَـيْـضَ الـسَّـنَى فِــي كُــلِّ رَابـيَـةٍ
مَــوْجٌ و فِــي كُــلِّ سَـفْحٍ جَـدْوَلٌ جَـارِي

تَــدَافَـعُ الـفَـجْرُ فِــي الـدُّنـيَا يَــزِفُّ إلــى
تَــاريــخِـهَـا فَـــجْــرَ أجـــيَــالٍ و أدْهَـــــار

و اسـتَـقْبَلَ الـفَـتْحُ طِـفـلاً فِــي تَـبَسُّمِهِ
آيَـــــاتُ بُـــشْــرَى و إيـــمَــاءَاتُ إنــــذَار

و شَــبَّ طِـفـلُ الـهُـدَى الـمَنْشُود مُـتَّزِرَاً
بــالــحَـقِّ مُــتَّـشِـحَـاً بــالــنُّـورِ و الــنَّــارِ

فِــي كَـفِّـهِ شُـعْـلَةٌ تَـهـدِي و فِـي فَـمِهِ
بُــشْـرًى و فِـــي عَـيـنِـهِ إصـــرَارُ أقـــدَار

و فـــي مَـلامِـحِـهِ وَعْـــدٌ و فِـــي دَمِـــهِ
بُـــطُــولَــةٌ تَــتَــحَــدَّى كُــــــلَّ جَـــبَّـــار

و فَــــاضَ بـالـنُّـورِ فَـاغْـتَـمَّ الـطُّـغَـاةُ بـــهِ
و اللِّصُّ يَخْشَى سُطُوعَ الكَوْكَبِ السَّاري

و الـوَعْـيُ كـالـنُّورِ يُـخزِي الـظَّالِمِينَ كَـمَا
يُـخْـزِيْ لُـصُـوصَ الـدُّجَـى إشـرَاقُ أقـمَار

نَــادَى الـرَّسُـولُ نِـدَاء الـعَدْلِ فَـاحتَشَدَت
كَــتَـائِـبُ الــجَــوْر ِ تُــنْـضِـي كُـــلَّ بَــتَّـار

كـــأنَّــهَــا خَـــلْــفَــهُ نَــــــارٌ مُــجَــنِّـحَـةٌ
تَـــعـــدُو و قُـــدَّامَــهُ أفـــــوَاجُ إعـــصَــار

فَــضَـجَّ بـالـحَـقِّ و الـدُّنـيَـا بــمَـا رَحُــبَـت
تَـــهْــوِي عَــلَـيـهِ بــأشــدَاقٍ و أظــفَــار

و سَــــارَ و الــــدَّرْبُ أحــقَــادٌ مُـسَـلَّـحَةٌ
كَـــأَنَّ فِـــي كُــلِّ شـبـرٍ ضَـيْـغَمٌ ضَــاري

و هَـــبَّ فِــي دَرْبــهِ الـمَـرسُوم مُـنْـدَفِعَاً
كــالــدَّهْـرِ يَــقْــذِفُ أخــطَــارَاً بــأخـطَـار

فَــأَدْبَـرَ الـظُّـلْـمُ يُـلْـقِـي هَــا هُـنَـا أجَــلاً
و هَـــــا هُــنَــا يَـتَـلَـقَّـى كَــــفَّ حَــفَّــار

و الـظُّلْمُ مَـهْمَا احـتَمَت بـالبَطْشِ عُصْبَتُهُ
فَــلَـم تُــطِـقْ وَقْــفَـةً فِـــي وَجْـــهِ تَـيَّـار

رَأى الــيَـتِـيـمُ أبُـــــو الأيـــتَــامِ غَــايَــتَـهُ
قُــصْـوَى فَــشَـقَّ إلـيـهَـا كُـــلَّ مِـضْـمَـار

و امْـتَـدَّتِ الـمِـلَّةُ الـسَّـمْحَا يَــرِفُّ عَـلَـى
جَــبـيـنِـهَـا تَــــــاجُ إعـــظَـــامٍ و إكـــبَــار


مَـضَـى إلــى الـفَـتْحِ لا بَـغْـيَاً و لا طَـمَعَاً
لَــــكِــــنْ حَـــنَــانَــاً و تَــطــهِــيـرَاً لأَوْزَار

فَــأنــزَلَ الــجَــوْرَ قَــبْـرَاً و ابْـتَـنَـى زَمَــنَـاً
عَـــــــدْلاً تُــــدَبِّـــرُهُ أفـــكَـــارُ أحــــــرَار

يــا قَـاتِـلَ الـظُّـلْمِ صَـالَتْ هَـا هُـنَا و هُـنَا
فَـظَـايـعٌ .. أيـــنَ مِـنْـهَـا زَنْـــدُكَ الـــوَاري

أرضُ الـجَـنُوبِ دِيَــاريِ و هـيَ مَـهْدُ أبـي
تَــئِــنُّ مَـــا بَــيـنَ سَــفَّـاحٍ و سِـمْـسَـار

يَــشـدُّهَـا قَــيْــدُ سَــجَّــانِ و يَـنْـهـشُـهَا
سَــوْطٌ , و يَـحْـدُو خُـطَـاهَا صَــوتُ خَـمَّار

تُــعْـطِـي الـقِـيَـادَ وَزِيـــرَاً و هـــوَ مُـتَّـجِـرٌ
بـجُـوعِـهَا فَــهـوَ فِـيـهَـا الـبَـايعُ الـشـاري

فَـكَـيـفَ لانَـــتْ لِــجَـلَّادِ الـحِـمَـى عَــدَنٌ
و كَــيـفَ سَــاسَ حِـمَـاهَا غَــدْرُ فُـجَّـار ؟

و قَــــادَهَــــا زُعَــــمَــــاءٌ لا يُـــبَــرِّرُهُــم
فِـــعْـــلٌ و أقــوَالُــهُــم أقـــــوَالُ أبـــــرَار

أشــبَـاهُ نَـــاسٍ و خَــيـرَاتُ الـبـلادِ لَـهُـم
يـــا لِـلـرِّجَـالِ , و شَـعْـبٌ جَـائِـعٌ عَــارِي

أشــبَــاهُ نَــــاسٍ دَنَــانِـيـرُ الــبـلادِ لَــهُـم
و وَزْنُـــهُــم لا يُـــسَــاوِي رُبْــــعَ دِيــنَــار

و لا يَــصُـونُـونَ عِــنـدَ الــغَـدْرِ أنـفُـسَـهُم
فَـهَـل يَـصُـونُونَ عَـهْـدَ الـصَّـحْبِ و الـجَـارِ

تَــــرَى شُـخُـوصَـهُـمُ رَسْـمَـيَّـةً و تَـــرَى
أطـمَـاعَهُم فِــي الـحِـمَى أطـمَـاعَ تُـجَّـار

أكَـــادُ أسْــخَـرُ مِـنْـهُـم ثُـــمَّ يُـضْـحِـكُنِي
دَعْـــوَاهُــمُ أنَّـــهُــم أصـــحَــابُ أفْـــكَــار

يَــبْـنُـونَ بـالـظـلْمِ دُورَاً كَـــيْ نُـمَـجِّـدَهُم
و مَـجْـدُهُـم رِجْـــسُ أخـشَـابٍ و أحْـجَـار

لا تُــخْـبـرِ الــشَّـعْـبَ عَـنْـهُـم إنَّ أعْـيُـنَـهُ
تَـــرَى فَـظَـائِـعَهُم مِـــن خَــلْـفِ أسْــتَـار

الآكِـــلُــونَ جـــــرَاحَ الــشَّـعْـبِ تُـخْـبِـرُنَـا
ثِـــيَــابُــهُــم أنَّــــهُــــم آلاتُ أشــــــــرَار

ثِــيَـابُـهُـم رِشْــــوَةٌ تُــنْـبِـيْ مَـظَـاهِـرُهَـا
بـــأَنَّــهَــا دَمْـــــــعُ أكـــبَـــادٍ و أبـــصَـــار

يَـــشْــرُونَ بــالــذُّلِّ ألــقَـابَـاً تُـسَـتِّـرُهُـم
لــكـنَّـهُـم يَــسْــتِـرُونَ الـــعَــارَ بــالــعَـار

تُـحِـسُّهُم فِــي يَــدِ الـمُـسْتَعْمِرِينَ كَـمَا
تُــحِـسُّ مِـسْـبَـحَةً فِـــي كَـــفِّ سَــحَّـار

وَيْـــــلٌ و وَيْـــــلٌ لِأعـــــدَاءِ الـــبــلادِ إذا
ضَـــجَّ الـسُّـكُـونُ و هَـبَّـتْ غَـضْـبَةُ الـثَّـارِ

فَـلْـيَـغْـنَمِ الــجَــوْرُ إقــبَــالَ الــزَّمَـانِ لَـــهُ
فَــــــــإنَّ إقـــبَـــالَــهُ إنـــــــذَارُ إدبـــــــار


و الــنَّـاسُ شَـــرٌ و أخْــيَـارٌ , و شَــرَّهُـمُ
مُــــنَـــافِـــقٌ يَـــتَـــزَيَّـــا زيَّ أخـــــيَــــار

و أضْـيَـعُ الـنَّـاسِ شَـعْـبٌ بَــاتَ يَـحْـرُسُهُ
لِـــــــصٌّ تُــسَــتِّــرُهُ أثــــــوَابُ أحْـــبَـــارِ

فِــــي ثَــغْــرِهِ لُــغَــةُ الــحَـانِـي بِــأمَّـتِـهِ
و فِــــي يَــدَيْــهِ لَــهَــا سِــكِّـيـنُ جَـــزَّار

حِــقْــدُ الــشُّـعُـوبِ بَـرَاكِـيـنٌ مُـسَـمَّـمَةٌ
وُقُـــودُهَـــا كُــــــلُّ خَــــــوَّانٍ و غَـــــدَّار

مِـــن كُـــلِّ مُـحْـتَـقِرٍ لِـلـشَّـعبِ صُــورَتُـهُ
رَسْـــــمُ الـخِـيَـانَـاتِ أو تِــمْـثَـالُ أقــــذَار

و جُــثَــةٌ شَــــوَّشَ الـتَّـعـطِـيرُ جـيـفَـتَـهَا
كَــأنَّــهَـا مَــيْــتَـةٌ فِــــي ثَــــوْب عَــطَّــارِ

بَــيــنَ الـجَـنُـوبِ و بَــيـنَ الـعَـابـثِينَ بـــهِ
يَـــــوْمٌ يَـــحِــنُّ إلــيــهِ يَــــوْمُ ذِيْ قَــــارِ

يَــا خَـاتَـمَ الـرُّسْـلِ هَــذا يَـوْمُـكَ انْـبَعَثَتْ
ذِكْـــرَاهُ كَـالـفَـجْرِ فِـــي أحــضَـانِ أنْــهَـارِ

يَـا صَـاحِبَ المَبْدَأِ الأعلَى ، و هَل حَمَلَت
رِسَــــالَـــةَ الــــحَـــقِّ إلَّا رُوحُ مُــخْــتَــارِ

أعْـلَـى الـمَـبَادِىءِ مَــا صَـاغَـتْ لِـحَـامِلَهَا
مِـــنَ الــهُـدَى و الـضَّـحَايَا نُـصْـبَ تِـذْكَـارِ

فَــكَــيـفَ نَــذْكُــرُ أشــخَـاصَـاً مَـبَـادِئُـهُـم
مَـبَـادِىءُ الـذِّئـبِ فِــي إقـدَامِـهِ الـضَّـارِي

يَــبْــدُونَ لِـلـشَّـعْـبِ أحــبَـابَـاً و بَـيْـنَـهُـمُ
والـشَّـعب .. مَــا بَـينَ طَـبْعِ الـهِرِّ و الـفَارِ

مَــا لِــيْ أُغَـنِّـيكَ يَــا طَــهَ و فِـي نَـغَمِي
دَمْــــعٌ و فِـــي خَــاطِـرِي أحــقَـادُ ثُـــوَّارِ

تَـمَـلْـمَـلَت كِــبْـرِيَـاءُ الــجُــرْحِ فَـانْـتَـفَزَت
حِـقدِي عَـلَى الـجَوْرِ مِـن أغـوَارِ أغـوَارِي

يــا أحْـمَـدَ الـنُّـورِ عَـفْـوَاً إنْ ثَــأَرْتُ فَـفِـي
صَــدْرِي جَـحِـيمٌ تَـشَظَّتْ بَـينَ أشـعَارِي

طَـــهَ .. إذا ثَـــارَ إنــشَـادِي فَـــإنَّ أبـــي
حَـسَّـانُ أخْـبَـارُهُ فِــي الـشِّـعِر أخـبَـارِي

أنَـــا ابْـــنُ أنْـصَـارِكَ الـغُـرِّ الأُلَــى قَـذَفُـوا
جَــيْـشَ الـطُّـغَـاةِ بـجَـيْـشٍ مِــنـكَ جَــرَّارِ

تَـظَـافَرَتْ فِــي الـفِدَى حَـوْلَيْكَ أنـفُسُهُم
كَــأَنَّــهُــنَّ قِــــــلاعٌ خَـــلْـــفَ أســــــوَار

نَــحْـنُ الـيَـمَـانِينَ يَـــا طَـــهَ تَـطِـيـرُ بــنَـا
إلـــــى رَوَابِـــــي الـــعُــلَا أرْوَاحُ أنْــصَــارِ

إذَا تَــــذَكَّــــرْتَ عَــــمَّــــارَاً و مَــــبْـــدَأَهُ
فَــافْــخَـرْ بِـــنَــا إنَّـــنَــا أحْــفَــادُ عَــمَّــارِ

طَــــهَ إلَــيــكَ صَـــلَاةُ الـشِّـعـرِ تَـرْفَـعُـهَا
رُوحِــــــي و تَــعْـزِفُـهَـا أوْتَـــــارُ قِــيــثَـارِ
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات