القائمة الرئيسية

الصفحات

مقدمةعن الكون و نظرية الانفجار العظيم

 مقدمة عن الكون 

لو خرجت في ليلة صافية غير قمرية في أي  فصل من فصول السنة بعيدا عن أضواء المدينة التي تعيش فيها , أو أصعد إلى سقف البيت وتطلع إلى السماء .
- ماذا تلاحظ في السماء ؟
ماذا تشاهد في المساحات الكبيرة والحجم الهائل لهذا الفضاء ؟
- باستخدام خيالك ما الأشكال الهندسية أو الصور التي رأيتها ؟
- هل رأيت الدب الأكبر  ؟ ربما  رأيت التوأم , هل رأيت سهيل ؟
- هل رأيت شكلا يمثل امرأة مقيدة بالسلاسل ؟
- ربما رأيت نجما متلألئا في اتجاه الشمال الجغرافي للأرض ؟
من المتوقع أنك تشاهد مساحات كبيرة وهائلة من الفضاء وتبدو أن هذه المساحات مطرزة بنجوم متلألئة مضيئة , وستجد أن  بعض النجوم تبدو وكأنها في أماكن ثابتة والبعض الأخر يتحرك عن مكانة بعد مرور الوقت , كذلك ستلاحظ أن أشكالا هندسية بين النجوم قد تكونت لديك أو أن صورا لحيوانات قد رسمت في خيالك .
إن الصور والأشكال التي بدت لك قد بدت للناس القدماء وقاموا بتسميتها بأسماء مختلفة كالدب الأكبر والأصغر والشعرى اليمانية والمرأة المسلسلة وغير ذلك من التسميات .
وما تراه من هذه الأشكال والصور ماهو إلا عبارة عن كويكبات أو بروج من النجوم المتواجدة مع بعضها يفرق بينها مسافات كبيرة , والبعض من هذه الأشكال مجرات وكواكب وسُدُم , ويعرف ما نشاهده باسم الكون , ولا أحد يعرف مدى سعة الكون ولا حدوده إلا الله , ويقدر العلماء الفلكيون أن عمر الكون مابين 15 إلى 25 بليون سنة .
قال تعالى ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا )

نشأة الكون

كيف نشأ الكون ؟

تتنوع الأساطير التي تروي خلق الكون , وفق ثقافة الشعوب وتأريخها , فعند الهنود يقولون لا يوجد في الدنيا شيء قبل الخلق ماعدا المياه الموجودة قبل التأريخ , وكانت هذه المياة هائلة وعميقة وسوداء , أنتجت هذه المياه بيضة ذهبية(ترى كم كان حجم هذه البيضة التي خرج منها هذا العالم , وأين كانت هذة المياه فالمياه لا توجد إلا في كون ) ارتفعت على سطح الماء لمدة تسعة أشهر , وبعدها انفطرت  وظهر منها مخلوق , نطق بكلمة الدنيا فتكونت الأرض بفعل هذه الكلمة , ثم نطق بكلمة السماء فتكونت السماء بفعل هذه الكلمة .
أما أساطير اليونان القديمة أدعت عدم وجود شيء من قبل ماعدا  فراغ مظلم حالك يقطنه  طير ( الطير هو لا يمكن أن يكون موجود في غير الكون )  له جناحان سوداوان وبواسطة الرياح وضع الطائر بيضة ذهبية ,فنام  عليها قرون طويلة , وأخيرا دبت الحياة في البيضة , فخرج منها إله الحب , ثم انشطرت البيضة إلى نصفين أحدهما ارتفع الى الهواء مكونا السماء , وصنع النصف الثاني الأرض , فسمى إله الحب السماء باسم أورانوس والأرض سماها جايا , وبعدها جمع الحب بين السماء والأرض .
أما أرسطو اليوناني كان لدية فرضية  أخرى  ,  وهي فرضية الكون الأزلي , وهي فلسفة يونانية  قديمة , أرادوا بها تفسير الوجود بعيدا عن الغيبيات , وهذه الفلسفة وصلت إلى الغرب عن طريق الأبحاث في التراث اليوناني القديم , وصلت في عصر الفلسفة المادية وما يسمى بعصر النهضة
والذي أعاد البحث في أعمال الفلاسفة والمفكرين القدماء , فظللوا الكثير من البشرية , رغم أن هذة الفلسفة بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي للكون , وهي لايوجد عليها  دليل علمي .
وبالرغم من ذلك وجد من يؤمن بأن الكون مخلوق في العصر المادي وهم ( الإلهيين ) منطلقين من قولهم وفلسفتهم ( كل محدث يحتاج إلى خالق ) , وبالرغم من قوة هذا المنطق , إلا أن أصحاب الفكر المادي كانوا مصرين على فلسفتهم الإلحادية , وذلك لا يُعد أنهم مقتنعون بذلك , لكن كان رد فعل الكثير منهم على رجال الدين ( الكنيسة )   , وبالتالي فإن تمسك الماديين بهذة الفلسفة كي تخلصهم من سيطرة الكنيسة فقط .
أما في القرنان  18 و 19  الميلادي , اشتهرا بمحاربة الكنيسة وكل ماله علاقة بها , وفي القرن 19 أنتشر الأيمان بقدرة العلم الكُلية على أيجاد إجابة لكل التساؤلات المتعلقة بفلسفة الكون والحياة والموت وما بعد الموت , مغترين بالإنجازات العلمية التي كانت سببا لتفوق ونهضة الغرب.
أما في القرن العشرين كانت هناك مفاجئة كبيرة للعلم  , ففي عام 1916 م  قدم أينشتاين  نظريته النسبية , والتي تنفي الفلسفة الأزلية نفيا مطلقا .
وفي عام 1922 م  تمكن العالم الشاب الكسندر فريدمان من حل معادلات النسبية , وأثبت ان الكون متغير وغير مستقر , وهو في حالة تمدد .
وفي عام 1927 م  باستخدام معادلات اينشتاين تمكن الفيزيائي والقسيس جورج ليماتير من إثبات أن الكون في تمدد مستمر , وأن لهذا الكون بداية وسماها بالذرة البدائية , ليتم أثبات الاكتشاف بعد ذلك باستخدام التلسكوب  على يد الفلكي الأمريكي أدوين هابل  .
ومن مماسبق تم طرح هذا التصور التالي :
إذا عدنا إلى الورى فهذا يعني أن الكون أصغر حجما  , إذا كان حاليا يتمدد في الحجم , وكلما عدنا إلى الماضي أكثر كلما كان الكون صغيرا أكثر حتى يصبح نقطة  , والتي تعني أن الكون خرج من هذه النقطة , وتسمى  هذه النقطة بالنقطة الفريدة , وحجمها أصغر ببلايين المرات من نواة أصغر ذرة !! ترى ماهي هذه النقطة .
لكن رغم هذا الاكتشاف فإن الكل لم يستسلم لذلك  , مازال هناك آخرون يروجون لماتعودوا عليه من خرافات ,
وهناك علماء قدموا اعتراضا على نظرية الانفجار وعلى رأسهم فريد هويل 1938م وبوندي  من جامعة كمبردج ببريطانيا , حين تقدموا بنظرية التجديد المستمر , وفيها أن المجرات تتمدد , وكلما تمددت نشأت مجرات أخرى بينها , وأنة لايوجد تغير في كثافة الكون ( حتى الآن لايوجد دليل أن هناك مجرات جديدة قد تتشكل وهذا ماينفي زعمهم ) , كما تقترح هذه النظرية أن غاز الهيدروجين الذي يستهلك في المجرات , والذي يمثل الأساس في تكوين نجوم جديدة بدلا عن النجوم المحتضرة والذي يملأ الفراغ الناتج عن ابتعاد المجرات عن بعضها يبقى ثابتا ولا ينقص.
وهذا يتناقض مع مبدأ حفظ المادة والطاقة الذي ينص على ( أن المادة لاتفنى ولا تستحدث ولكن يمكن تحويلها من صورة إلى أخرى), محاولة منهم لحفظ فرضية الكون الأزلي , لكن رغم ذلك لم ولن تصمد نظريتهم .

   نظرية الانفجار العظيم في الكون

تبدو هذه النظرية هي الأكثر قبولا , والتي أول من اقترحها العالم الفلكي البلغاري جيورجي لي مهترعام 1927 م .
واعتبرت نظرية الانفجار العظيم أن الكون ما زال يتمدد منذ أن حدث الانفجار العظيم , وبسرعات عظيمة جدا ,وفي عام 1929م أثبت هابل أحد العلماء الأمريكيين أن المجرات المكونة للكون تتباعد عن بعضها بسرعة تصل (50-100) كم / ث , وتزداد هذه السرعة بزيادة المسافة بين المجرات العديدة .
وتسمى هذة النظرية لهابل بنظرية الكون الممتد , فإذا كان هذا الابتعاد يمثل تمدد الكون فإننا لا نملك إلا أن نسبح بقدرة خالقنا سبحانه وتعالى  القائل (( والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون) .


مقدمةعن الكون و نظرية الانفجار العظيم


وهناك نظرية أخرى ( نظرية الكون النابض ) وتقترح أن الكون بدأ بالانفجار  ( التمدد ) ثم ينكمش في النهاية وتندمج المجرات مع بعضها مرة أخرى  , وعندما يصل الانكماش إلى درجة حرارة مناسبة وضغط مناسب فإن انفجارا آخر سيبدأ ويبدأ تمدد جديد .
واختلف الفلكيون في المادة وكمياتها اللازمة لوجود جاذبية تجعل الكون ينكمش مرة أخرى , ويحتاج العلماء إلى المزيد من المعلومات عن انكماش الكون وتمددة , ونحن نقول إن الكون خلق الله العظيم الذي يقول ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
 ثم جاء بعد ذلك العالم الروسي جورج جامو 1948م والذي صاغها بحالتها الموجودة حاليا ,
وهذه النظرية تصف بداية الكون كان انفجار عظيم , حدث عندما كانت المادة والطاقة مجتمعتين تكونان شيئا واحدا عبارة عن كتلة على شكل كرة قطرها كقطر الشمس  عشر مرات تقريبا  , ويبلغ قطر الشمس حوالي ( 1392000) كم .
وعند انفجار هذه الكتلة امتلأ الكون إشعاعا وتمدد , وانخفضت درجة حرارته بعد أن كانت قبل الانفجار 1810 درجه مئوية تقريبا .
ومع انخفاض درجة الحرارة أصبحت الفرصة سانحة لتَكُون ذرات الهيدروجين التي تكاثفت فيما بعد وكونت مجرات ونجوما .
وبالفعل تم اكتشاف تلك الأشعة 1945م  بالصدفة من قبل المهندسين ( بنزياس وويلسون ).
ثم أرسلت وكالة  الفضاء ناسا  عام 1989م تلسكوبا للفضاء لدراسة تلك الأشعة .
ومن ذلك تمكن العلماء من أيجاد دليل مؤكد يدل على تحديد عمر للكون .
وفي عام 2001م أعادت ناسا إرسال تلسكوبا فضائيا آخر , حاملا مجسات حساسة ودقة ليس لها مثيل من قبل  ,  وتلتها وكالة الفضاء الأوروبية بإرسال تلسكوب عام 2009م وحينها تم تحديد عمر الكون بدقة أكبر وأكثر مماسبق فقدر ب( 13,8مليار سنه ).
بعد أن تم إثبات نظرية الانفجار العظيم , ظهرت مجددا قضية الخلق (والذي نؤمن به نحن )عن طريق العلم , والذي أثبت أن للكون بداية , وبلا شك فمن المنطقي أن يسأل الإنسان عن الخالق .
برغم كل ذلك لازال هناك الكثير من العلماء المتخصصون يرفضون هذه الفكرة ( الخالق ) , ومن هنا يجب علينا ألا نتأثر بأي عالم مهما كان علمه , فهم يمثلون أنفسهم  وفكرتهم الشخصية , لكن النظرة العلمية الصحيحة هي نتيجة  أجتمع عليها الكثير من العلماء والذين قد تختلف أرائهم في الكثير .
يقول الله سبحانه وتعالى ( والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون ) وهذا دليل على أن الله خالق الكون وأن الكون في تمدد مستمر .
وهناك الكثير من الكلام حول الكون وكثير من العلماء لهم أراء مختلفة , ولكن يكفي أن نقول في نهاية المطاف أن الله سبحانه وتعالى هو خالق هذا الكون , وسيظل الإنسان بطبيعته يبحث حول بعض الأسباب أو حول كيفية وما هي مكونات الكون , فيذعن البعض بأن حكمة الله  الخبير هي التي فوق كل شيء فيدخل حينها الكثير من الباحثين الإسلام .


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات